اوجه المكعب الستة عقيل يوسف عيدان
اوجه المكعب الستة عقيل يوسف عيدان
ليس هناك من شخصية اختلف حولها الناس مثلما إختلفوا حول الفيلسوف البريطاني (النمساوي الأصل) لودفيك فتغنشتاين. فبقدر ما كان (عبقرياً) في بناء فلسفة جديدة، بقدر هدمه للفلسفة نفسها التي بدأها وتأسيس فلسفة جديدة أخرى. لم ينشر فتغنشتاين في حياته إلا كتاباً واحداً بعنوان (رسالة منطقية فلسفية) ولكن أعماله الفلسفية الأخرى قد ظهرت لاحقاً بعد وفاته، وفيها ينقض فكره بفكره، وهو مايذكر بقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه: (نفسك متأصلة بحرب لا هوادة فيها، فلا تهتم بالخسائر والأرباح، هذا ليس من شأنك بل من شأن الحقيقة. وإذا أردت الراحة فاعتقد، وإن أردت أن تكون من حواريي الحقيقة فاسأل). إن أعظم ما في فلسفة فتغنشتاين تفكيكه لعمل اللغة، فمعنى الكلمة لا يرتبط بصورتها في الواقع وإنما يتوقف على استخدامنا الفعلي لها في اللغة. فالكلمة لا تحمل المعنى لوحدها نحن من (يشحنها). وما أشبه اللغة في هذه الحالة باللعبة- وهي لعبة بالفعل- تستخدم فيها الكلمات، كما تستخدم أوجه المكعب المختلفة في زهرة الترد مثلاً.